الخميس، 7 أبريل 2016

الثقة بالنفس

الثقة بالنفس

تعريف الثقة بالنفس:
هي احدي السمات الايجابية التي ترتبط وبشكل كبير في نجاح الفرد وفي تكيفه اجتماعيا، دفع ذلك الكثير من الباحثين والاخصائين للمناداة بضرورة توفير البيئة والمناخ السليم لبناء وتعزيز السمات الايجابية لدي الأفراد ومنها سمة الثقة بالنفس.
تعريف أخر للثقة بالنفس : بأنها مفهوم سيكولوجي يتطور عند الفرد بفعل الخبرة والممارسة والإدراك ويراد من مفهوم الثقة بالنفس مفهوم التكيف الفعال. حيث تسهم البيئة الاجتماعية بدور مهم في نمو الثقة بالنفس بقدر ما يؤثر العامل الوراثي في بنائها فتنشأ من تفاعل هذين العاملين.
وتظهر أهمية الثقة بالنفس من خلال ارتباطها بمواضيع حيوية للأفراد مثل ارتباطها بمفهوم الذات الايجابي والنجاح الإداري والتحصيل الدراسي وطريقة التفكير العلمي وتعتبر ضمن هذا الإطار سمة مهمة في شخصية الأفراد لحل المشكلات كما تعد عاملا شخصيا فعلا لدي الأفراد المبدعين والمفكرين حيث أن الثقة بالنفس تولد لديهم شعورا بالاستقلال وسلوك المبادأة.
أسباب فقدان الثقة بالنفس:
حرص الكثير من الباحثين لوضع اليد علي مسببات انعدام الثقة بالنفس لدي بعض الافراد وأسباب توالد مركب النقص في الشخصية الذي يمكن أن يتكون في أي مرحلة من مراحل حياتهم نتيجة عامل أو عوامل عدة. ويري الاقصري انه قد يكون الشعور بالنقص ملازما للشخص منذ طفولته وقد تظهر تلك المركبات دون الارتباط بالجنس.
وهنا لابد لنا من الإشارة إلي عدم وجود عامل واحد مسبب لآي مشكلة نفسية كانت أم اجتماعية وان ركزت كل نظيرة نفسية في تفسيرها للثقة بالنفس- كما أوردنا علي عامل عام ورئيسي، فان هذا كان سببا في تعرضها للنقد. وتري الباحثة بان أسباب فقدان القرد لثقته بنفسه إنما تعود لتعرضه لنقص في إشباع حاجة معينة ساعدت في تعزيز نقصها عوامل أخري، وتري بان مظاهر فقدان الثقة تزداد بشدة النقص وقوة تعزيز العوامل الاخري له، كذلك فإنها تنخفض بقلة تأثير تلك المؤثرات وفضلا عن ذلك فان هناك عوامل أساسية ومهمة تسهم في تأرجح الثقة  بالنفس أو فقدانها:

1-    العوامل الفسيولوجية:
وهذه يمكن تقسيمها إلي عدد من العوامل ذات التأثير المباشر وهي:
أ‌-       العوامل الفسيولوجية الناجمة عن العرق أو الأمراض المزمنة. وهذا لا يعني أن كل من لديه أعاقة أو مرض مزمن، يعاني انعداما في ثقته بنفسه، فإن الكثير من هؤلاء استطاع تخطي الصعاب وتحمل المشاق والنجاح في الحياة بل أن التاريخ حافل برموز تركت بصماتها علي الإنسانية وهم يحملون إعاقتهم في ذات الوقت غير أن هذا لاينفي أيضا بان هناك من المعوقين من يتعرض لظروف بيئية متعددة تؤدي بهم إلي تكوين مفاهيم خاطئة أو غير سوي للذات..ز علي أن ما يجب التلميح أيه هو أن استمرار الضغوط النفسية لاتؤدي إلي انحراف شخصية الفرد ومعاناته من الانطواء نتيجة الشعور بالنقص وفقدان الثقة وحسب ولكنها تفضي إلي الاكتئاب والموت أيضا.
ب‌-  التأثيرات الناتجة عن التغيرات الفسيولوجية بسبب التغيرات التي تفرضها مرحلة عمرية معينة.
  
2-    عوامل اجتماعية:
إذ تلعب العوامل الاجتماعية والخارجية دورا مهما بل وخطير في اكتساب الإنسان سماته الشخصية وتحديد نمطها. وتعد الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تقع علي كاهلها مسؤولية بناء الثقة بالنفس لدي أفرادها باعتبارها أولي المؤسسات التي تستقبل الطفل وهي الملاذ الذي يؤويه دوما. ثم تأتي المدرسة لتكمل بعض الأدوار التي قامت بها الأسرة من قبل لتساعد في تشكيل تلك السمات وفق الخبرات والمواقف التي تقدمها لطلابها وكذلك  تشكل جماعة اللعب والرفاق التي تحيط بالطفل في محيط المدرسة، دورا في تعزيز هذه الثقة من خلال تبادل الخبرات مع اقرأنه في بيئة صالحة لنمائها.




النظريات التي فسرت الثقة بالنفس:
1-    النظرية الوراثية:
بعد الثورة التي أحدثها مندل بنشره قوانين الوراثة عام 1866 التي أكدت" بأننا نستلم من إسلافنا موروثات تهيمن علي نمو خصائص محددة معينة وليست خليطا من نزعات مختلفة" واكتشاف الكر وموسومات والجينات الناقلة للخصائص الوراثية وقوانين الوراثة، توصل العلم لحل الكثير من المشكلات التي تصيب الإنسان  والحيوان والنبات. إلا أن تطبيق هذه القوانين علي الأمراض النفسية ووراثة السمات النفسية بيولوجيا ظلت محل جدل كبير بين أنصار هذا التيار وغيره ممن يعارضه، حتى وصل هذا الصراع أوجه حين نادي بعض العلماء الألمان إبان العهد النازي بضرورة التعقيم الإجباري للمصابين بالأمراض العقلية. ومن وجهة مؤيدي هذه النظرية فان سمة الثقة بالنفس إنما يكتسبها الإنسان عن طريق وراثتها جينيا من أبويه أو احدهما باعتبار العامل الوراثي هو الأساس في اكتساب هذه السمة دون العوامل الاخري. وهناك العديد من الدراسات والإحصاءات التي تدعم رأي هذه المدرسة .
2-    النظيرة التحليل النفسي:
والتي يمثل العالم النمساوي فرويد 1856-1939 رائدا لها. فقد اعتمد بشكل أساسي علي اللاوعي وهو أول من نادي به من العلماء وأكد علي أن التجارب التي يمر بها أي إنسان والتي يظن انه قد نسيها إنما ( كبتت) في منطقة ألاوعي من الدماغ، وهذه التجارب المكبوتة يمكن أن تؤثر تأثرا كبيرا علي نفسية الفرد وسلوكه في الحاضر والمستقبل وهي التي يمكن أن تجد تعبيرا لوجودها في الحالات المرضية. وقد اعتبر فرويد القلق مصدرا لجميع الأمراض النفسية فوضع ذلك أساس نظريته عام 1894. وبعد دراسات متعمقة حور ذلك الأساس ليخرج عام 1923 بنظريته الثانية التي أكد فيها علي أن القلق ما هو إلا إشارة لتجنب الفرد حالة من الخطأ . وبحسب وجهة النظر تلك، فان شعور الفرد بفقدان ثقته بنفسه وانسحابه وسلبيته ما هي إلا ميكانزم نفسي لتجنب الخطر.



3-    نظرية العلاقات الشخصية:
     خرج العالم سوليفان ( 1892-1949) بنظرية مغايرة لمن سبقوه لتفسير تكوين السمات الشخصية والثقة بالنفس كأحد هذه السمات . حيث أكد علي أهمية التجارب الاجتماعية المستمدة من العلائق والصلات الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد منذ الولادة في تكوين شخصيته وبناء ثقته بنفسه.

فقد كان يري أن الاضطرابات النفسية هي نتيجة لعدم التوازن العاطفي بين الفرد ومجتمعه. وان العلاقات الإنسانية هي المصادر المحركة والمكونة للعواطف والمشاعر التي يشعر بها الإنسان كالحب والكراهية والغضب والاطمئنان وعدم الثقة بالنفس والحسد والسعادة...الخ. لذلك فان مؤيدي هذه النظرية يفسرون انعدام الثقة بالنفس لدي بعض الأفراد، بعدم حصولهم علي الاكتفاء والإشباع العاطفي من العلاقات السابقة التي مر بها هؤلاء الأفراد فلم يحصلوا علي الحب والعاطفة الدافئة والقبول من قبل المحيطين لاسيما الأكثر حميمة لهؤلاء الأفراد. في حين أن النمو السليم للثقة بالنفس يمثل في نظرهم حصول الواثقون بأنفسهم علي علائق اجتماعية سليمة سابقة أدت إلي إشباع حاجاتهم النفسية والعاطفية والاجتماعية. ويؤكد مؤسس هذه النظرية أن أهم العلائق تأثرا في الشخصية هي تلك التي تنشأ في سن الطفولة وخاصة المتكررة والخاطئة منها ضمن النطاق العائلي. بينما يري آخرون أن الصلات الاجتماعية الآنية هي الأهم في تقري طبيعة الانفعالات ومن جانب أخر فان أهم نوع من الصلات الشخصية تأثيرا في تكوين الشخصية وفي أحداث اضطراباته النفسية والعقلية هي العلاقة بين الطفل وأمه. فالمشاكل النفسية الخاصة بالأم قد تنعكس ولعلها تنعكس دائما في الطريقة التي تعامل بها الطفل وقد تحاول هذه المشاكل بين الأم وبين أعطاء الطفل القدر الكافي أو الملائم أو حتى الصحيح من الشعور بالاطمئنان والثقة اللازمين لعملية النمو العاطفي السليم والتفاعل الاجتماعي المريح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق